بـيان الأنـتـرنـيت (Un manifeste Internet)

Le 12 septembre 2009

Traduit du français par Ayoub El Mouzaine. [voir la version française traduite sur Owni par Enikao] بـيان الأنـتـرنـيت كـيف تـشـتـغل الصّحافة اليوم..سبعة عشر إثـباتا 1- الأنترنيت مختلفة تخلق الأنترنيت نطاقات عامّة مختلفة، قواعد مبادلات تجارية مختلفة وكفاءات ثقافية مختلفة أيضا. ولذلك على وسائل الإعلام تكييف مناهج إشتغالها مع الواقع التكنولوجي الحالي عوض تجاهله أو مساءلته. ومن واجبها كذلك تطوير أفضل [...]

Traduit du français par Ayoub El Mouzaine.
[voir la version française traduite sur Owni par Enikao]

بـيان الأنـتـرنـيت

كـيف تـشـتـغل الصّحافة اليوم..سبعة عشر إثـباتا


elec-clavier-orientica-usb12

1- الأنترنيت مختلفة
تخلق الأنترنيت نطاقات عامّة مختلفة، قواعد مبادلات تجارية مختلفة وكفاءات ثقافية مختلفة أيضا. ولذلك على وسائل الإعلام تكييف مناهج إشتغالها مع الواقع التكنولوجي الحالي عوض تجاهله أو مساءلته. ومن واجبها كذلك تطوير أفضل أشكال الصّحافة بإستعمال التكنولوجيا المتوفّرة؛ هذا يشمل المنهجيّات والإنتاجات الصحفية الجديدة.

2- الأنترنيت باعتبارها إمبراطورية إعلامية للجَـيْـبِ
يبعثر الويبْ نظام وسائل الإعلام الموجودة عبر تجاوز تخومها القديمة أحاديّتها (إحتكار القلّة). فالنّشر وإنتشار المضامين الإعلامية لم تعد مرتبطة قطعا بالإستثمارات الضّخمة. الوعي بالذّات الصحفية – لحسن الحظ – هي الآن في طور الشّفاء من وظيفة كحارس معبد، فكل ما يتبقّى هي الجودة الصحفية التي تتميز بها الصّحافة عن عمليّة نشر عادية.

3- الأنترنيت مجتمعنا. مجتمعنا الأنترنيت
بالنّسبة إلى غالبية النّاس في العالم الغربي، المنصّات المعرفية، الوسائط الإعلامية والشبكات الإجتماعية مثل ويكيبديا أو يوتوب كلّها جزء من الحياة اليومية. بل إن إستعمالها أضحى أكثر بديهية من الهاتف والتلفاز. إنْ أرادت المقاولات الإعلامية الإستمرار في التّواجد فإنّ عليها أن تفهم واقع المستعملين اليوم وأنْ تعتمِدَ صيغة تواصلهم. وهذا يحتوي وظائف أساسيّات الإتصال كالإستماع والإجابة، ما نسمّيه بـالحوار التّشاركي.

4- حرية الأنترنيت مَصُونَة
يشكّل المعمار المنفتح للأنترنيت القانون الأساس لمجتمع التكنولوجيا، المعرفة والتّواصل، الذي يتواصل بطريقة رقمية، وبالتالي القانون الأساس للصّحافة أيضا. لا يمكن تغييره (هذا القانون) تحت مسمّى حماية المصالح الإقتصادية أو السّياسية الخاصة التي تختفي غالبا خلف إدّعاءات المصلحة العامّة. وكيفكما كانت الطريقة، فإنّ إيقاف خدمة الأنترنيت تهددّ حرية مرور المعلومات وتمسّ بحقنا الأساسي على مستوى معلومة ذاتية التّحديد.

5- الأنترنيت هي نصر المعلومة
لحدّ الآن، بسبب شحّ تكنولوجي معيّن، تُجمّعُ وتصنّفُ المؤسسات مثل وسائل الإعلام، مراكز الأبحاث، المنظمات الحكومية وغيرها، البيانات بشكل تقليدي. في أيّامنا هذه، بإمكان كلّ مواطن تنظيم مُرشّحاته (فلتراته) الخاصّة في ذات الوقت الذي تقوم فيه محرّكات البحث بالتنقيب داخل أكوام المعلومات بأحجام لم نعهدها قطّ من ذي قبل. يمكن للأفراد إذن الاستعلام بشكل أفضل ممّا كان عليه في السّابقِ.

6- الأنترنيت تغيّر تطوّر الصّحافة
يمكن للصّحافة، من خلال الأنترنيت، أن تؤدّي دورها التّربوي والاجتماعي بطريقة جديدة. هذا يشمل عرضَ المعلومة باعتبارها عملية مستمرة بحركّية دائمة؛ تحطيم أسطورة إستحالة تغيير طبيعة وسائل الإعلام المطبوعة هو انتصار. وعلى الذّين يودّون البقاء في هذا العالم المعلوماتيّ الجديد أنْ يجدّدوا مثاليّتهم وأفكارهم الصّحفية مع إحساس بالمتعة في استغلال هذه الإمكانيّة الحديثة.

7- الشّبكة بحاجة إلى التّشبيكِ
الرّوابط هي بمثابتة إتصالات. فنحن نتعرّف على بعضنا البعض من خلال الرّوابط. وكلّ الذين لا يستعملونها فإنهم يسْتَبْعِدُون أنفسهم بأنفسهم من الحوار الاجتماعي. وهذا يهُمُّ كذلك مواقع الأنترنيت الخاصة بالإعلام التقليدي.

8- الرّوابط تقوي الصّلات، المقولات تزيّنُ
تُسهّلُ محرّكات البحث ونظام الخلاصات الوصول إلى صَحافة الجودة: تزيد من إمكانية الوصول إلى مضامين ملفتة للنّظر، كما أنها تشكّل جزء لا يتجزّء من المجال العمومي الجديد على الشّبكة. تُيسّرُ المراجع (الخلاصات)، بفضل الرّوابط والمقولات – خاصة تلك التّي توضعُ بدون موافقة أو حتّى تعويض كاتبها – ثقافة الحوار الاجتماعي المترابط (روابط رقمية) ومن اللّازم أن تكون محميّة.

9- الأنترنيت هي المكان الجديد للحوار السّياسي
تتأسّسُ الديمقراطية على المشاركة وحرية المعلومة. إنّ تحويل النّقاش السياسي من وسائل الإعلام التّقليدية إلى الأنترنيت، مع كلّ ما تحمله هذه العملية من إمتدادات تُحَتِّمُ المشاركة الفعّالة للعوامِّ، هو واحد من المهامّ الآنية للصّحافيين.

10- حرية الصّحافة الجديدة إسمها حرية الرأي
الفصل الخامس من الدّستور الألماني لا يتضمّنُ حقوقا حمائية بخصوص المهن أو النّماذج الاقتصادية المعلوم أنّها، تقنيا، تقليدية. تحذف الأنترنيت الحواجز التكنولوجية بين المبتدئين والمحترفين. لهذا يتوّجب على إمتياز حرية الصّحافة أن يكون مكفولا لكل شخص يمكنه المساهمة إتمام المهامّ الصّحفية. بلغة الجودة، لا يجب أن توضع فوارق بين الصّحافي المهني وغير المهني (من حيث الدّفع) ولكن بين الصّحافة الجيدة والصّحافة الرّديئة.

11- الأكثر هو الأكثر – لا وجود لإفراط المعلومة
قديما، كانت المؤسسات، كما الكنيسة، تفضّل السّلطة على معلومات الكتل (الحشود)، وكانت تشمّعُ كلّ محاولات إقتحام موجات المعلومات غير المحقّقة وذلك في الوقت الذي اختُرِعَتْ فيه الآلة الطّابعة. في مواجهتها، ظهر نظام الكرّاسيّين (les pamphlétaires)، الموسوعيين والصحافيين الذي برهنوا على أنّ مزيدا المعلومات يمنح مزيدا من الحرية – للفرد وللمجتمع. ولحدود اليوم، هذه أطروحة دامغة (لا يمكن دحضها).

12- العادة ليست نموذجا إقتصاديّا
يمكننا أن نربح المال في الأنترنيت عبر مضامين صحفية، كما تشير إلى ذلك عدد من الأمثلة. فيجب أن تقود المنافسة الشّرسة، داخل الأنترنيت، الأنساق الإقتصادية للتأقلم مع بنية الشّبكة. ولا يجب على أحد منّا أن يهرب من ضرورة التأقلم هاته عن طريق وضع إنشاء قوانين داخلية تنتصب لتتخلص من هذا الأمر. إنّ الصحافة في حاجة لمنافسة مفتوحة لإيجاد أحسن الحلول للإعادة التّمويل في النّت، وهذه الحلول متعدّدة. زيادة على ذلك، تلزم الشّجاعة للإستثمار في تنفيذ هذه المهامّ.

13- حقوق المؤلفيين تصبح واجبا مدنّيا في الأنترنيت
حق المؤَلَّفِ هو ركيزة أساسية في تنظيم المعلومات على الأنترنيت. فحقوق المؤلف، في تقرير النّوع والمحيط، لنشر مضامينه، هي أيضا مكفولة على الشّبكة. في نفس الوقت، لا يمكننا الإسراف في التّعاطي مع حقوق المؤلف حتى لا نخلق منها متراسا يهدف إلى حماية آليات تموين سحيقة وننهي نماذج توزيع أو نماذج رُخصٍ جديدة. المِلكِيّةُ تولِّدُ إلتزاماتٍ.

14- عُملاَتُ الأنترنيت الكثيرة
تقترح الخدمات الصّحفية الإلكترونية، المُمَوّلة بالإعلانات، مضمونا يقابله الإهتمام الذّي يُولِيهِ القارئ. فالوقت المُتوفّر من القارئ أو المتفرج أو المُستمع له قيمة. هذا الإرتباط كان دائما واحدا من المبادئ التي تقوم عليها قاعدة تمويل الصّحافة. وقد تظهر طرق أخرى لإعادة التّمويل، لكن يجب تعليلها بطريقة صحفية مُبتكَرة ومُجرَّبة.

15- كلّ ما في الشّبكة يبقى داخلها
ترفع الأنترنيت الصّحافة إلى طور جديد يتميز بمقاربة الجودة. على النّت، النّصوص والأصوات والصّور لم تعد ظرفيّة. بل تظل قابلة للإسترداد وتصبح كذلك أرشيفا في التاريخ المعاصر. على الصّحافي أخذ التطوير المعلوماتي بعين الإعتبار، تأويلاته وثغراته، بمعنى الاعتراف بالأخطاء وتداركها بكل شفافيّة.

16- الجودة تبقى الجودة الإبتدائية
تُفْقِدُ الأنترنيت المنتوجات المتجانسة، حد التّشابه، إعتمادها المتصفّحين. لا يكسب الاهتمام العام المستحق إلاّ المتميّزون، الذي لهم المصداقية والاختلاف. فقد إرتفعت متطلّبات المستعلمين. على الصّحافة أن ترضيهم وأن تستمرّ بوفاء في ترسيخ المبادئ صاغتها بانتظام.

17- الكُلُّ للكُلِّ
يُعَدُّ الويبْ البنية التّحتيّة التي يقوم عليها التبادل الإجتماعي الأعلى في وسائل إعلام القرن العشرين: في حالة الشّك، “جيل الويكيبديا” كفيل بتحقيق مصداقية مصدر معيّن، بإعادة أي معلومة إلى مرجعها، بتنفيذ عمليات البحث ومراجعها وتطويرها – تعلّق الأمر بفرد أو بمجموعة. إنّ الصّحافيين الذّين يزدرون هذه الأمور، ولا يولون هاته القدرات ما تستحقّه من الاحترام، فهم أيضا لا يأخذون مأخذ الجدّ من طرف مُستعملي الأنترنيت.
تسمح الأنترنيت بالتواصل مباشرة مع الأشخاص – فيما مضى كنّا نتحدث عن القرّاء وعن المُستمعين وعن المتفرّجين – واستغلال معرفتهم. لسنا بحاجة لصحافيين يعرفون كل شيء مسبقا، ولكن نحن بحاجة للّذين يتواصلون، للّذين يشكّون ويضعون الأسئلة.

الأنترنيت، 07.09.2009
مرقس بكِداهل – ميرسيدس بونز – جوليو آنديرت – جوهني هايوسلر- طوماس كنايير- ساشا لوبو – روبين ميير-لوشت – ولفغانغ ميشال – ستيفان نيغِمايير – كاترين باسيج – جانكو روتجير- بيتر شنايك – ماريو سكتوس – بيتر ستاوويي – فييت ستيجر

Laisser un commentaire

Derniers articles publiés